Saturday, June 18, 2011

صُدفة أم ألعوبة


الجمال وهو أمر نسبي يختلف من شخص لآخر فليس هناك مقاييس محددة للجمال

الخُلق ... على خلق أي طيب المعشر وهذا يرجع بشكل ما إلى المحيط والبيئة والعائلة والتربية والتنشئة الجيدة

التدين ... أي التمسك بتعاليم الدين الصحيح وإقامة الفرائض والإلتزام بها وانعكاسه على الخُلق
حتى هنا رائع جداً 

السن ... هو عمر الإنسان أي الفترة التي قضاها الإنسان في الحياة منذ ميلاده و فترة طفولته ثم المراهقة ثم الشباب حتى العجز والكهولة ثم الموت وينتهي عندها عُمر الإنسان .

المستوى الإجتماعي ... وهو مرتبط بالحالة المادية بشكل ما والعائلة إذا كانت ذات سُمعة طيبة 

المستوى العلمي أو التعليم أو الثقافة ويرتبطون ببعضهم البعض بشكل ما .. ويختلف التعليم من أدنى مستوياته حيث يمكن أن يكون منعدم تماماً أو تعليماً أساسياً فقط ..أو حتى تعليماً ثانوياً سواءاً كان عاماً أو فنياً ومن ثم ننتقل إلى أعلى المستويات التعليمية أي التعليم الجامعي ويتدرج هو الآخر في مخيلة المجتمع فيرى المجتمع أن أعلى المستويات التعليمية هي دراسة الطب البشري ويطلقون على مدارسها وكلياتها ..القمة يأتي بعدها الدراسات المختلفة بداية من الهندسة والمحاسبة والتدريس واللغات والمحاماة وغيرها من العلوم الآخرى المتعارف عليها من قبل الإنسان .
وليس شرطاً أبداً أن يكون الشخص الذي يتمتع بمستوى تعليمي عالي أن يكون على مستوى علمي مرتفع أو حتى يتمتع بثقافة عامة أو فكر ما .

المرض أي العطب سواءاً كان مزمناً أو مؤقت وهي حالة أختص بها الله مخلوقاته ليشعره بعبوديته وضعفة وإحتياجه المستمر يمكن أن يكون هذا المرض ظاهرياً أو غير ظاهري .. فإزدياد أو نقصان إفراز الإنسولين مرض ... والسمنة مرض .. والإعاقة الحركية مرض ..والإنفصام مرض أيضاً  الامراض معروفة وغير معروفة  .. ومنها المجهول حتى الأن برغم وجودها .

الحالة المادية سواءاً كان غنى أو فقر وبالتأكيد يتدرج من فقر مدقع حتى غنى فاحش وثراء 

الحُب .. وهو أسمى المشاعر في الوجود والحُب بالتأكيد أنواعه ودرجاته كثيرة ومتعددة فمنه 
الهوى والصبوة - مغرم صبابة -  و الشغف والوجد والكلف و العشق و الجوى و الشوق والوُد و الخُله - خليل- والغرام و الهيام 
ومنه حب الله و حب الأم و حب الأخ وحب الزوجه أو المرآة ويمكن أن يكون أفلاطونياً أو جنسياً وبالتأكيد حب النفس... وما يعنينا الأن ذلك الحب المولود بين الرجل والمرآة .. الحب ليس شرطاً أساسياً لبقاء الإنسان حيث أن عملية تكاثر الإنسان عملية بيولوجية بحته كالحيوان تماماً ولكن مايميزالإنسان هو المشاعر فقط.

ونقلاً عن الموسوعة فالزواج اصطلاحا هو العلاقة التي يجتمع فيها رجل (يدعى الزوج) ومرأة (تدعى الزوجة) لبناء أسرة. الزواج علاقة متعارف عليها ولها أساس في القانون والمجتمع والدين، وهي الإطار المشروع للعلاقة الجنسية وإنجاب الأطفال للحفاظ على الجنس البشري.


أغلقت حاسوبها الصغير وتناولت كتاباً بجوارها وأسندت رأسها على وسادة صغير , ثبتت نظارتها  وبدأت في القراءة
"
زهور الحب حمرا لأنها شايلة دم تجاربنا. شايلة موتنا. يمكن مينفعش ندوق طعم العشق ونرفض مر الموت” فكرت قليلاً , وأين ذاقت عشقاً أو حباً , تبدو الكلمات ضئيلة بجوار المشاعر المختزنه داخلها , تبدو الكلمات دائماً تافهه أمام التجربة و التجربة تعني الألم وما دمت تتألم فأنت حي , بئساً لحياة تؤلمنا وتوخزنا بتجاربها لنستمر في الطريق , طريق الألام , هل هي مجرد صدفة أو ألعوبة جديدة , نجد أنفسنا فجأة في وسط الطريق أمام سيارة مسرعة... ويحدث الإرتطام, ونفيق على واقع مختلف , مصبوغ بالمرارة .


معنى حبى ان قلبك لو نادانى اجمع العمر في ثوانى
واهديهولك في ابتسامة احلى من كل المعانى



هكذا قالوا "أن الأوقات المحلاه بالسكر المطحون تكون ألذ من الأوقات السادة ... تذوب الأوقات المحلاة في الفم سريعاً ولا تخلف إلا القليل القليل من طعمها الذي يترسب في الذاكرة. كان حُباً بكراً , وكانت مشاعر الحب تتقافز داخلهم كطيور الصباح على فروع الحياة  كما لو كانت أول مرة على وجه الأرض , أحب أدم حواء كما لم يحب من قبل , وأحبته حواء كما لم تحب من قبل , ربما أطلق أسمها على النجوم والأقمار وربما هي سمّت الانهار والبحار بإسمه , نقشا أسماءهم على صفحة السماء الزرقاء وخلقا موسيقى فريدة عزفاها سوياً على أوتار الطبيعة, زقزقة العصافير وحفيف الأشجار ونقر المطر, كان الحب الإلهي بداية وتلاه أول حب بشري .. حب بين أدم وحواء كزوجين كرجل وإمرآة ليكوّنا عالماً .... كانت الأجمل في عينيه فهو لم يرى قبلها أنثى .. وهي لم ترى قبله رجل ,خُلقت منه فاتكأ عليها طوال مشوار  , ليرحل الأشخاص وتبقى أساطيرهم وحكايتهم ترفرف في ثنايا الكوكب  وظل كل رجل يحب أمرأة كما لم يحبها من قبل وظل يحسبها الأجمل في الكون كما لوكان لم يرى قبلها أنثى وظلت المرأة تحب الرجل وتهبه ذلك الصندوق الوردي الصغير الذي يضخ مشاعر بكر و يتكأ عليها في الحياة كما لو كانت خُلقت منه.


تقدم لخطبتها , ورُفض ...لماذا؟ كان مُحاسباً .. هكذا كان رأي والديها كما كان رأي أخيها الطبيب المشهور ,  مُحاسب ؟؟ أتتزوجين مُحاسباً وأنتي مُعيدة بالجامعة ..؟ كما أن عائلته ....؟  كتمت داخلها صرخه وأتخذت قراراً ..ستتزوج من تحب وأقنعت بالفعل والديها  و تزوجا وعاشا مايقارب شهر ... شهر فقط أستطعا أن يسرقاه سوياً من الحياه هذا هو ما أستطاعا أن يحصلا عليه , ولكن .. وعندما تذكر "لكن " يتلوها ما لا يسر , أخوها وشقيقها وإبن أبوها وأمها... لم يشأ أن يتركهما وأصر على أن يخرب هذا العُش , هي الأن مُطلقة ولم تكمل بعد عامها الخامس والعشرين ... مُطلقة , أصبحت في نظر المجتمع تلك المُطلقة لأسباب يجهلونها هم ويحاولون أن يحزرونها .
جُل وقتها تقضيه منهمكة في القراءة و تدوين الملاحظات و الإستماع إلى أغنيات لا تخلف إلا ألماً كما تمر عليه الساعات بين أرفف المكتبات ,بين الصفحات والسطور و بين صفحات الإنترنت بين مسارات حاسوبها الصغير وكأنها تختبأ في كل هذا من الحياة من البشر, هي الأن بين أكناف قسمها الذي عشقته دوماً " علم الإجتماع " وأكثر ما تمقته الأن هو .. المجتمع بكل مافيه ,ماذا يعني المجتمع غير مجموعة من الترهات ,  ترى الأن الوجه الآخر من المجتمع , الوجه الأسود القاتم الذي يراقبها كفريسة لينقض عليها وينهش فيها كل يوم, كل ساعة , كل لحظة, ذلك الوجه الذي طالما قرأته في كتب ِقسمها وبين أرفف مكتبتها العامرة بمؤلفات ابن خلدون و أوجست كونت وماكس فيبر وغيرهم ,كفرت بعلمها وليست إلا مجرد إمرآة فشلت في إرتباطها بمن أحبت فقط وجدت نفسها في مواجهة رسالة ماجستير موضوعها فشل الزيجات في المجتمع وأسبابه . -------------------


النص الأول من رواية " نون " لسحر الموجي
الأغنية " معنى حبي " لأنغام

6 comments:

Unknown said...

السلام عليكم

أعجبني الموضوع ككل.. لكن المقدمة الطويلة نسبيا أعجبتني بشكل خاص.. تلك التي مرت على غالب المفردات التي تنبني عليها أية علاقة... سيما علاقة الزواج..

بقيت معي بشكل خاص هذه الجملة:
"تبدو الكلمات دائماً تافهه أمام التجربة".

تحياتي أخي الكريم..

Foxology said...

التدوينة جميلة

رواية ن لسحر الموجى رواية ممتعة جدا ومليئة بالتفاصيل الشخصية اليومية بداخل كل منا باختلاف حيواتنا بالطبع

تحياتى وتقبل مرورى

عبدالله بن سليمان ( أوتار عذبة ) said...

السلام عليكم
مدونتكـ جميلة اخوي
استمر بالعطاء...فانت مبدع
تقبل زيارتي
ودي

نور said...

استوقفتني المفردات وتعريفاتها وما استوقفني اكثر تلك النهاية البائسة لقصة الحب الجميلة ..؟
هل الحب الصادق - والذي تكلل بالزواج - من الضعف بحيث ينتهي بكل سهولة ؟؟
ربما لو كان صادقاً لصمد في وجه الاعاصير والمطبات !!؟؟

كل الشكر محمد
لك مني كل الاحترام

Anonymous said...

مدونتك حاجه في منتهي منتهي الجمال
استمتعت اوى

نيرونت said...

موقعك رائع جدا وكل التدوينات رائعه