Wednesday, January 31, 2007

في أوطاننا


لا حربنَا حربٌ، ولا سلامُنَا سلامْ
جميعُ ما يَمُرُ في حياتنا
ليس سوى أفْلامْ ...
زواجُنا مُرتجلٌ .
وحُبُّنا مُرتَجَلٌ .
كما يكونُ الحبُّ في بداية الأَفلامْ .
وموتُنا مُقرَرٌ .
كما يكونُ الموتُ في نهاية الأفلام
نجلس في مقاعدنا الوثيرة
نشاهد اللحم المحترق
من خلف الشاشات
ونلعب النرد وندخن النرجيلة
ففي أوطاننا
لا فرق بين دخان النرجيلة
ودخان إحتراق قصور الثقافة

في أواطننا
نتراقص مع أرداف هيفا ونانسي
والشعب المنسي
في غزه والضفه
يخنق بعضه بعضا

في أوطاننا
لا فرق بين أهات الأفلام البورنو
وأهات أطفال بغداد

في أوطاننا
برامج تفسير الأحلام
وحياتنا أحلام في أحلام

مولانا الشيخ زوجي مربوط
عفوا سيدتي الربط في العقول
وليس في الأبدان
أو أنك سيدتي دميمة

في أوطاننا
نناقش زواج الإنس بالجان
نناقش علاج السرطان
بالزنجبيل أفضل
أم بالباذنجان
نناقش ختان الإناث
وإناثنا تهتكن في بغداد

في أوطاننا
برامج جنسية للدكتور فلان
ومباريات إفتاء بين الشيخان
ومشكلتنا أين أختفي بن لادن
وأين أختفى تان تان

في أوطاننا
سلاحنا نوجهه نحو صدورنا
حتى فاضت دموع المسيح أنهار

في أوطاننا
تتشابه الملامح
فلا فرق بين المسجون والسجان
و لا بين اللصوص والعساكر
فحكامنا حفظهم الله لنا
أبديون
خالدون
دائمون
نهائيون
أصبحوا من المسلمات
فوداعا للإقتراع
والإنتخابات

ملحوظة صغيرة:أول مقطع من تلك القصيدة المتواضعه أستعرتة من ديوان هوامِشُ على دفتر الهزيمة 1991 للشاعر الكبير :نزار قباني

Sunday, January 28, 2007

دكتور نفساني


قام سريعا ..وصافحني بشدة ..حتى أنه ضغط على يدى حتى كادت أن تؤلمني........جلست ...قال لي فلنجلس في ذلك الركن فلقد سئمت الجلوس على المكاتب ...جلس هو على مقعد جلدي وثير وأنا على كنبة مقلمه كأنها جأت لتوها من أدغال إفريقيا .....أضاء مصباح خافت من خلف ستائر مخمليه تعطي إنطباعا بالهدوء مشوب بالرعب لما تلعبه الظلال من دور كبير..........بدأ هو الحوار :فينك مابتجيش ليه
أنا:منا جيت
دكتور:لا أحب أن أوجه دفة الحوار ......تكلم فيما تريد
أنا:لا أدري ولكن أريد حلا لتلك الإحباطات التي تلقي بنفسها علي ,,وتخنقني حتى الموت
دكتور:وماهي تلك الإحباطات ؟
أنا:كثيره
دكتور:إعطني أمثله لعلى أجد لها حلا
أنا:سئمت من النصب والسرقة مواقف تخنق ومواصلات تخنق ....أول امبارح كنت عند واحد شاب محترم يعمل في محل ملابس ...كان مخنوق مجبر على العمل عبد عند صاحب المحل بمرتب لايصلح لتكوين عش عصفور ...لم أستطع الرد ...؟
دكتور :كفى.......أتظنني وزيرا أو واليا من أولياء القصور
قلت في نفسي :كنت خنقتك
دكتور:أنا مثلي مثلك .....(متلفتا)...أرى تلك الإحباطات وماباليد حيله
أنا :وماذا بعد
دكتور :لا تشاهد نشرات أخبار
أضحك بعلو صوتي حتى أحسست أن رئتاي ستقتلع
دكتور:على فكره انت في عيادة
أنا: ولكن تلك المشاهد في الشارع وفي حياتنا
دكتور :أنا لا أشاهد تلفزيون ماعدا القناه الأولى والتانيه ولاأشاهد نشرات أخبار ولا برامج سياسية ومن البيت للسيارةو من السيارة الى البيت وأقضي نهايةالأسبوع في مكان بعيد عن القاهرة أو مع العائلة وممنوع الكلام في السياسة في البيت
أنا : ومتى أخر مرة شاهدت نشرة أخبار؟
دكتور : لا أتذكر ربما منذ 10 سنوات أو أكثر
أنا : أحسن بردة
دكتور: إذن إفعل مثلى.....تكون مرتاح البال
انا : بل مغيب
أنا :أتعلم اننا عدنا الى عصر الإحتلال
دكتور: كيف ؟ الإنجليز إنت هاتستهبل
أنا :لا لا من نوع أخر .....إحتلال مننا لينا
دكتور: كيف؟
أنا : ما بلاش
انا : نحن محتلين من شلة من اللصوص أرادو أن ينهبوا بدون رقيب .......فإزدادت الهوه بين الطبقتين و ذهبت الطبقة المتوسطة بدون رجعة
دكتور : مش جديد ......الحرامية طول عمرهم موجودين والفقر طول عمره موجود والبلد طول عمرها محتجه على السلطان وطل عمرالمظاهرات شغاله مالذي أختلف؟
أنا: هاقولك الجديد
أنا : بطالة وفقر و مرض .........أول أمس أنقلب اتوبيس مليئ بفقراء عائدون من مصالحهم التي يجنون منها ملاليم لا تسد رمق أفواه أبنائهم ...................والشهر اللي فات أحترق قطار كان مكتظا بفقراء عائدون لأهلهم ليعيدوا معهم ........ولكن ما لحقوش ..........والسنة الماضية غرقت سفينة مواشي كانت مليئة بفقراء عائدون من أرض الحجاز ,..............السنة اللي قابلها أحترق مسرح وكان الأطفال المحترقون يهرولون في الشوارع بعد أن لم يلحقوا تمثيل أدوارهم على الخشبة التي أحترقت .......و حتى الشركات والمؤسسات الكبرى خصخصت وباعوها بالتراب وطردوا عمالها وموظفيها في الشوارع...........وخريجي الجامعات العليا لا يوظفوا...............فالمتخرج من طب يعمل في محطة بنزين .........والمهندي يمسح سيارات في الطرقات والمدرس يعمل بائع جرائد على الرصيف ...دا غير الهوا الفاسد والأكل المسرطن والدم الملوث والكبد الوبائي إنفلوانزا الطيور والبقر والحملان البني أدمين....وبعد كل هذا يريد السلطان أن يورث التركه لأبنه المصون وكأننا عزبه
قام الدكتور منتفضا ...........بلا اي تعقيب وأتجه الى المكتب وأخرج المسدس ,...وثبت في الهواء مختبئا .......وسمعت من خلف الكنبة صوت رصاصة مستقرة في مكان ما