Wednesday, June 27, 2012

فُراق مؤقت

إتصال من صديق يقطع عملي على الرغم من أني عادة ما أتجاهل الإتصالات وقت العمل ....  ألو .... البقاء لله
سألت جدتي يوما هل يحب الله أن يجعلنا نشعر بالألم والحزن حينما يموت الناس ؟   قالت هذه سنة الحياة منذ أن خُلق أدم حتى أنبياء الله ورسله ماتوا ..ألا نموت نحن , هو فُراق مؤقت يا بُني وليس مالا نهاية

حالة من الحزن الشديد تعتريك حينما تعلم أن شخصاً ما كان يسير معك في الطرقات يوماً , صافحته يوماً , أحضتنته يوماً وتحدثت معه حتى لو كانت مجرد علاقة عابرة , مجرد محادثة قصيرة , مجرد عناق في مناسبة سعيدة تتبادلون فيها الإبتسامات والقُبل الخالصة , يكفي أنك لا تتذكره بأي سوء ... يكفي هذا . كم هي وظيفة حقيرة التي لا تحترم مشاعر إنسان وتجعله يبتلع حزنه بمرارة تاركاً غُصة ليكمل ما بدأه ليرغم إبتسامه على الظهور , إبتسامة صفراء , أحسست حينها أنني مجرد مهرج  أو بلياتشو 
يقدم عرضاً  في السيرك لينتظر تصفيقاً حاداً في النهاية من الجمهور ثم ينزوي في ركن قصيّ  ليبكي وحيداً لا يرى أحداً دموعه

كأن الإنسان داخله كائن ما يرفض الموت ويحاول تجاهل تلك الحقيقة التي تطارده طوال حياته , يحاول أن يتناساها وحتى إن حدثت وعشناها بكل تفاصيلها لا نصدقها , نظل مبهوتين فترة غير مدركين
الموت كالسفر الطويل , أمخيف هو؟ , الطيبون لا يخافون من الموت , إذن أنا لست طيب ياجدتي لأني أخاف أن أموت , لا ياقُرة عيني إذا لم تكن أنت طيب فمن يكون الطيب وضمتني فألتصقت رائحة شالها الأسود ولم تبرح مكانها في الذاكرة حتى اليوم , أنت فقط تخاف ما تجهله, أتخافين من الموت يا جدتي؟   لمعت عينيها وإبتسمت  ومن لايخاف يا ولدي ولكن شوقي يتغلب على خوفي ,شوقك إلى ماذا ؟

متى ؟ .. بعد صلاة المغرب , ينتابني توتر خوفاً من عدم اللحاق بصلاة الجنازة , سأحاول جاهداً أن ألحق الصلاة  إن شاء الله
كنت أتمنى حينها ألا يؤذن المغرب أبداً , بدا لي أن الأجواء مُفعمة نوعاً ما بفرحة و أعتقدت حينها اني وحدي الحزين فقط  السماء كانت تحاول ان تواسيني , لتكتسي بالتدريج  برداء أسود بعد أن أنزلقت الشمس و ابتلعتها الحقول , ربما السماء هي الوحيدة التي تضامنت معي , وفجأة صدح الأذان  وبالكاد كنت مُنطلقاً للتوّ  , وأنقبض قلبي لسماع الأذان , كيف أسامح نفسي إذا فوّت الصلاة؟


أشتاق لجدك يا ولدي, أعطتني الحياة الكثير وأخذت مني أكثر , أثقلت كاهلي بالكثير من أحمالها , ألم يأتي الوقت لكي أستريح , 
ألا تحبيني يا جدتي... أتريدين مفارقتي ؟ يعلم الله  أنك تسكن قلبي , ألم أقل لك إنه فراق مؤقت سنتقابل بإذن الله ونجتمع كلنا في الجنة , حياة بدون ألم وبدون حزن بدون فراق ووداع وتظاهر وإدعاء وكذب , الطيبون فقط ... الطيبون

مات , رحل , ذهب ثلاثة حروف , هي كلمة من ثلاثة حروف فقط تخبئ الكثير والكثير , الكثير من القسوة الغير مبررة - لنا على الأقل - الكثير من الحزن , كنت أدرك أنها حالة رغم ثقلها على نفس الإنسان  إلا أنها مؤقته سأنساها حتما بعد أن تقطع مني ذلك الجزء الذي لايعود أبداً ولايعوض  , يومين , يومان , ثلاثة أربع سبع أسبوع شهر ... حتماً ستنسى .. حتماً ستخدر وتفيق على ألم أعظم , وتظل تلك الفجوة داخلك... هوة عميقة من الحزن تسقط فيها , بئر رطب يبتلعك بعد أن يلعقك ويمضغك جيداً .. فتمسي لقمة سائغة للحزن , كما كانت صرخات أمه المنحوته على جدراني الأن تمزقني تطحنني بين شقي صوتها المتهدج ونداءها عليه

ماذا .. أنا سأموت أيضاً , يوماً ما سأموت ربما الأن , بعد لحظات , ربما غداً , ربما, لماذا أنسى ذلك ؟

جدتي ربما  لم أعد ذلك الطيب الذي كنت تحتضنيه , جدتي بالأمس كنت أمشي بين القبور في الظلام , لم أشعر بالخوف والرهبة الشديدة , الصمت الشديد كان يلف المكان, شعرت بسكينة عجيبة ... ياااااه سنصل هنا في النهاية ... هل يرانا الأن الأحباب الذين رحلوا يا جدتي .؟ هل تستطيعين الشعور بي هل تسمعين دعائي لكي ولكل الراحلين ؟  جدتي  بالأمس جاءكم صديق لي
له إبتسامه طيبه وروح خفيفة... صديق من سني , فاستوصوا به خيراً  حتى نلحق به و نسعد برؤياكم بعد ان ننفض غبار السفر الطويل.   

Friday, June 22, 2012

رُبــع جنيّــة

 أتذكر جيداً أن "الربع " جنيه كان ثقيلاً في يدي , كانت تجذبني بشده تلك التفاصيل الدقيقة المرسومة على الورقة, كانت تلك الخمسة والعشرون قرشاً التي يمكن ان تدخل السرور على أي طفل مصري , تذكرت "بم بم وكاراتيه السلاحف النينجا ودراكولا وشيبسي ومصاصةسيما واللبان السحري والشمعدان" 

تذكرت أيضاً النسر المرسوم, كان نسراً زاهياً كبيراً , كنت أندهش لماذا ياترى يحيطون الربع جنيه بحبتين ذرة , وأربع سنابل .. وثمرتين قرنبيط , لماذا تلك الثمار وذلك العدد بالتحديد ؟

كل ذلك انهمر بين مسارات التفكير ويد السائق تمتد لي " الربع جنية ده مش نافع يــا هندزه ", ملت بجسدي ناحية اليمين لضيق جيب "الجينز"  , ومحاولاً بجهد ألا ألتصق أكثر بمن جانبي,  وأتضح لي أن الربع " الفضه" تعمق كثيراً

جذب انتباهي موجز انباء في راديو الميكروبا(ز) ,  رن في اذني فقط اسم البرادعي , أنصت لأحاول ان اعرف ما الخبر المهم الذي يمكن ان يحتله اسم البرادعي , في أول النشرة , فجأة ارتفع صوت سيدة وهي تتحدث في " الموبايل " , ولم أتمكن من  الإستماع لكلمة واحدة في الخبر بعد ذلك.

الربع .. ياهندزه ".....   بادرني السائق لأخذ الربع الناقص من الأجرة , وانا مُنشغلاً في التفكير في ماهية ذلك الخبر,  كدت أسأل الجالسين في الأمام عن الخبر  ولكن أثرت أن أنتظر ..

زاد الطين" عكاً" لتزداد حيرتي , وتوقف الطريق فجأة , لأكتشف فيما بعد أن السبب دعايه إنتخابيه لأحدهم ويبدو أنه لم يحلو له الا هذا الشارع بالتحديد لينصب في " هذا الشئ الذي الذي يشبه صواناً للعزاء .... ياللمفارقات , ولكن عُلقت عليه لمبات ملونة اقتربنا و بدون قصد  هشم السائق لمبة واثنين لااعلم بالتحديد فأندفع " الكهربا ئي " إلى الميكروباص  كثور هائج .. ضارباً يبديه على الزجاج و لم أستطع عد أنواع السباب والشتائم التي تأذيت وتألمت لإختراقها مسامعي , أستمر السائق في طريقة بعد أن فض المارة الإشتباك , واستمرت السيدة في حديثها الغيرمنقطع في الموبايل , واستمر مُعلق اللمبات واليفط  في عمله وأستمر بحثي عن الربع جنيه  واستمرت حيرتي ..؟

--------------------------------------------------------

نشرتها في البدايه هنا
15 January at 01:42

Thursday, June 21, 2012

سخافة .. أو سمِها ما تريد !

ركزت نظري على ملامحه المتجمده, كان يبسط راحة كفه الأيسر على خده , مُثبتاً عينيّه على حفنة أوراق يحملها بيده اليمنى , مائلاً برأسه إلى أسفل قليلاً , يقلبها بين الحين والأخر ويعود كما كان  , كنت اتابع عينيه وهما تتحركان في بطئ وتؤده بين السطور والكلمات واحده تلو الأخرى , كان يقطع كل ذلك أحياناً بإرتفاع حاجبيه مع ضمه خفيفة  لشفتيه ... وأحياناً يُقضب حاجبيه فيُقبض قلبي , ثم تعود ملامح وجهه كبحيره راكده قاتمه لا تعكس شيئاً فأتنفس الصعداء فأهدأ بعد أن كانتا نبضات قلبي ورعشة يدي تتسابقان أيهما يفتك بي أولاً
.
رمقني بنظرة لم أدرى بها إلا وهو يرفع عينيه عني سريعاً ويعود إلى الأوراق بعد أن أنشغلت بالأشياء الموّضوعه على مكتبه الآبنوسي , وفجأة وضع الورق أمامه وثبت نظارته الطبيه التي لم تخفي لمعة في عينيه ..تخيفني , لذا كنت لا أطيل النظر إليهما كثيراً , وبعد أن أعتدل في جلسته أمسك بالورق مرة أخرى قلب فيه سريعاً و أعاده , أبتلعت ريقي وأخذت زمام المبادرة لأسئله عن رأيه فإذا به يسبقني بسؤالي " منذ كم سنة وأنت تكتب ؟" ..  أصمت وأجيبه بعد تفكير للحظات قليله " منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة على ما أظن " .... فترتسم على وجهه علامات إندهاش ... ويبادرني بسؤال يُفقدني توازني " وهل سألتك   منذ متى ... سأتلك عن عدد السنوات ؟ ..... تعصف بي كلماته القليله المقتضبه , لتلقي بي في بحر هائج من التوتر فأجدني عاجزاً عن حساب عدد السنوات بالتحديد ...  كأنني تلميذ بليد فاجأه أستاذه بمسألة حساب تافهه, وبعد جهد وعناء  " تسعة ... ت تسعة سنوات ياسيدي

" ...
 .......... وهل تظن أن تسعة سنوات ..كافيه لتصنع منك كاتباً ماهراً مُتمكناً من أدواته لاتستعصي عليه اللغة و
وفجأة هبطت غمامه على عينيّ ... لا أدري من أين .. ترددت كلماته داخلي كأنها إرتطام حجارة في بئر مهجور ..ظمأ ,جاف من الماء, فلم تجد رداً ولا إجابه ... كان العرق يتصبب مع إنكماشي ورغبتي في عدم الإستماع إلى المزيد تتزايد مع إطراد حديثه الذي لم يقطعه سوى رنين الهاتف ... رفع السماعة ببطئ وهو ينظر لي ثم أنبرى في مكالمة بعد أن حرك كرسيه مديراً لي ظهره

لم تسمح لي الأسئلة المتدافعة لأنشغل لمحادثته التليفونية التي كانت تقطعها قهقهاته العاليه ... هل هذا ما كتبت ؟ أم هو لكاتب أخر لا أعلمه ؟ ... دفعني الشك لإستراق النظر في الأوراق ... بلى إنها كلماتي التي خطتها يدي , ماذا إذاً ؟ ... هل خدعني هؤلاء ... أنا أكتب منذ فترة ليست بقليلة في مدونة يمر بها القاصي والداني ... فيهديني كلمات الإعجاب التي تسمو بي عالياً.. فتهديني أجنحة أحلق بها في عالم الخيال ..."    كلماتك تلهب تفكيري ...    أنت مُبدع يا صديقي أستمر ...    أنت كاتب بالفترة  لا أجد كلمات تعبر عن إعجابي ,   لماذا خدعتموني وجعلتم مني أضحوكة أمام من لا يرحم  ليقص أجنحتي المرفرفة لأهوي على رأسي؟ لماذا لم تصارحوني ووهبتوني شرفاً لا أستحقه , نعم الكتابه فن  لايستحق شرفها  إلا من يجيدها.. يجيد عزف حروفها بقلمه على أوتار السطور  ...يجيد مزج ألوانها وخط خطوطها على لوحة ليرسم صورة تنطبع في عقل القارئ فيتوحد مع الكاتب فيصبحان واحداً ..فيجد القارئ نفسه يجلس بجوار البطل في حافلة مكتظة يشعر بحرارة الجو .. والصهد المتصاعد من الأجساد , أو تتصارع نبضاته مع الأحداث فتجده مُطارداً في أزقة مدينة فقيرة ... أو حتى في عراك بالسيوف في سوق شعبي ,يشعر بحرارة الدم المتفجر من الأوصال المقطوعه .... يقطع تفكيري صوته بعد أن أنتهى من مكالمته وقد لاحظ على وجهي الوجوم وكأنه قرأ على وجهي ما يجول داخلي فنهض من مكانه وعلى وجهه إبتسامه لم أفهمها , جلس أمامي واضعاً يديه على ركبتي
" أنت كاتب ... موهوب يا عزيزي .....لا تصدق أي كلام قلته لك منذ قليل " .....
أرتجت رأسي .. وهززتها بشكل لا أرادي كرد فعل , مستفهماً  "ماذا تقصد ؟

جذبني من كتفي لأقوم من على الكرسي وأنا أكاد لا أصدق ما أسمعه وداخلي بوادر راحة وطمأنينة جاءت بعد مشقة وكبد وكأنك  سكبت ماءاً بارداً فوق مِقلاه ساخنة جداً فيتصاعد منها أبخرة من الغيّظ ... وقفنا أمام نافذة كبيرة مطلة على النيل وأنا مازلت أتمتم بعبارات لم أجعله يسمعها
ثم قفز فجأة عائداً بجوار المكتب .." نسيت أن أسألك ماذا تحب أن تشرب ...!"  ودق على جرس مثبت في مكتبه فدلفت فتاة تطرق بكعبها سريعاً كأنها كانت تقف خلف الباب , فأستفزني مظهرها فأشحت بنظري فسألني ماذا أشرب ؟ ...   فهززت رأسي رافضاً , فقال لها "أحضري له ليمون  ...
هل غضبت من مزحتي معك ؟  لا تغضب كنت فقط أختبر ثقتك بنفسك ... إليست مُزحة لطيفة
فبادرته " بل مزحة ثقيله وسخيفه
ماذا؟؟؟ .... قالها وكنت متأكد أنه سمع جيداً ما قلت ... لكن وكأنه يعطيني الفرصة لأغير ما قلت .

Wednesday, June 20, 2012

مدونات مشتركة في حملة التدوبن اليومي .... أتابعها

مدونة مصطفى سيف   ... طير الرماد

  In Depth          مدونة داليا رحاب  

مدونة سارة جمعة      في السكة   
          
مدونة شيرين سامي     حدوتة مصرية

مدونة نيللي عادل   شخـــبطة

مدونة حنان الشافعي    أرملة البحر

مدونة لبني محمد انور ... مُفردة 

مدونة إنجي إبراهيم ... تكتب تحكي

مدونات هبة فاروق


مدونة غادة محسن    بستان افكاري

مدونة ديارا المصري   ناقصني إني أطير

مدونة نهرالحب 

مدونة موناليزا    أمة الله 



مدونة زينة زيدان    شروق الشمس


Thursday, June 14, 2012

لم تحتمل أن تراه يُقتــل مرتين


حدثني قليلاً عن شعور الأمهات عندما يشعرن بمرارة اليُتم , رفعت يديها في تضرع إلى السماء وأطلقتها في السماء ....... يــــــــارب
شعرت حينها أن أيّ كلمات أو عبارات للمواساة والتخفيف ... مهترأة ومهلهلة تفضح وتلهب لا تسكن وتخفف , شعرت أن الصبر ضئيل بجوارها

نظرت لي وعينيها فيهما أثر إحمرار و رقرقة لا تثير في النفس إلا رغبة في البكاء بلا جدوى فأنكسرت ... فتسيل خيوط من دمعها العذب  ويتسع داخلي صدعاً فتمد يمناها إلى خديها بشالها الأسود فتمسح الدمع و لا تمسح الحزن .

من لي غير الله " .... " أتقتلوه مرتين ؟" ....
مرة بالرصاص ... و مرة بالصمت , الله موجود ومُطلع على الظالمين

مُطلع على ألمي ... ستذوقون ألمي , مرارة الفقد , كان بالأمس يركل بقدميه في أحشائي ... أكاد أشعر بنبضه بين ثنايايّ
أشعره يقضم ثديي بشفتيه الرقيقتان , ملمس جلده الناعم , أهدهده أغني له وأمسده وأسكنه قبره بنفس اليديّن التي كانتا تلقفه في الهواء فيكركر ويضحك ضحكة كزقزقة الطيور ... الأن لا يضحك , هو حزين
حزين ...  كما كنت ألمحه هناك...  قابع أسفل منضدة الطعام .. يحيط بذراعيّه قدميّه المضمومتين إلى جسده الضئيل ... يجهش بالبكاء تارة ويمنع نفسه تارة .. بعد أن ضربتهُ أو حرمتهُ , ولو و آه من لو ... لو كنت أعلم  ...

ورفعت عينيّها المُنهكتيّن إلى السماء , تهز رأسها هزاً طفيفاً إلى الأمام وإلى الوراء ... وتتمتم بعبارات لا أكاد أسمعها ... فخفت أن يمسها الجنون , فهذا الوجع لا يقوى على إحتماله إنسان ... فأقتربت و تقدمت يدي متردده ثم أرتدت سريعاً تمسح على مؤخرة رأسي تتحسس شرخاً
ثم عادت على مهل إلى أن لمست كتفها فأحسست برعشات جسدها المضطرب تسري إلى جسدي ... فقبضت على كتفها وقبض البكاء على صدري يعتصرني إعتصاراً ... فوجدت نفسي أرتمي على كتفها وهي من
تربت على كتفي .

قالت لها... أنها رأته وهي تهدهده وتغني له لينام ... فنام ونامت وهي تلمسه بخدها , فقامت من النوم على ضوء شديد يخترق جفنيّها   فقامت على إبتسامة ثغره  وكانت بإتساع الكون .. مسح على رأسها و حملها وضمها إلى صدره وهدهدها كما لو كانت طفلة ... كانت هي الطفلة وقفا حذو النافذة .. وأشار لها وهو يبتسم إلى هناك ... فنظرت

وبعد أن أستمعتُ إلى حُلمها التي رأته وسردته لإبنتها ... وروحها ترفرف وقلبها قد أمتلئ بإبتسامة إبنها التي لم تفارقها منذ أستيقظت ... هممت  مُندفعاً طارقاً بابها .... أمسكت أبنتها يديّ وقبضت عليها ... وهي تجاهد دمعة تحاربها ...

 فتغتصب نصف إبتسامة " هي الأن سعيدة"
لم تحتمل أن تراه يُقتــل مرتين