Thursday, January 31, 2013

كغريبيّن



أليس لديك أصدقاء ؟
 
نظر لها .. كأنه أستغرب السؤال , كانت نظرته مزيجاً من الدهشة الممزوجة بالأسى الذي كان يحاول جاهداً أن يمحوه , وحينما ألتفتت له بدورها وهي ترتشف من كوب القهوة الساخن الذي تحتمي فيه , أشاح بنظره كأنه يخفي شيئاً , محملقاً للبحر كأنه يستجديه أن يُلهمه . شرع في الحديث حتى لا تلاحظ شيئاً يموج ويتخبط داخله , بدأ حديثه بنصف إبتسامة
لا أحد ليس لديه أصدقاء .. حتى لو كان هذا الصديق  نبتة قرنفل صغيره يسقيها كل يوم في الصباح , أو حتى قط مُشرد يتمسح بقدميك وأنتِ في إنتظار الحافلة .. لا أحد
صادقت مرة مقعداً في حديقة الأزهر فترة من الزمن , بعدها هجرني ولم يعد يستمع لي , ربما فضل أحاديث العشاق أكثر مني , لا أعلم ! 
ضحكت لثواني
أخرست بعدها الضحكة وهي تخفي أسنانها , حتى لا تلفت أنظار المارة رغم أن عددهم كان شحيحاً 
"مقعد في حديقة الأزهر و قرنفل وقطة " 
"قط لو سمحت " 
يالك من بائس
وكأن العبارة صدمته .. على حقيقة لم يشاء أن يراها جليه 
ألم تحدثين دميتك وأنت صغيرة وتحكين لها حكاية قبل النوم , وتشتكين  لها من مضايقات أخيك المتكررة

أنا أقصد البشر

البشر مُتعبون
من حوالي يومين .. رغبت بشدة ألا أتوجه إلى العمل وبعد أن وقفت لمدة دقيقة حاملاً حقيبتي أمام عربة بها ركاب يحملقون بذلك الكائن المتردد , قررت أن أحقق تلك الرغبة بشدة لذا سرت وتركت لقدماي القرار , سرت في الشوارع النصف ممتلئة قليلاً ثم قمت بالإتصال بأحدهم ... ماذا تفعل الأن ياصديقي ؟ لاشئ أنا في المنزل ... سألته سؤالاً مستتراً يخفي رغبة ما في زيارته و كان رده مستتراً هو الأخر يخفي عدم رغبته  .. لا أتذكر تحديداً ماذا فعلت فيما بعد , ولكني أعتدت منذ فترة طويلة على ألا أجد مالا أريد .. لذا قررت ألا أريد أو أرغب حتى لا أشعر بمتلازمة الفقد وخيبة الأمل المصاحبة لكل فشل في تحقيق رغبة ...وهذا سيء جداً
وأكتشفت بالتجربة أن ليس هناك أجمل من المواعيد والمقابلات والأحاديث و كل شيء .. كل شئ تلقائي و لم يُعد له مُسبقاً , كل شئ تلقائي جميل


قال لي صديق مرة أنك إذا أردت أن تعلم تحديداً مدى صداقتك بإنسان .. فأنظر إلى لقاءكما .. أنصت إلى الفراغ والصمت الذي يجثو بثقل جثته فتملئ أنفاسه الكريهه ما بينكما .
أصبحت تلك اللحظات نادرة التي تتوق فيها للقاء مُنتظر مع أحد الأصدقاء .. تلك اللقاءات الذي تنساب فيها الأحاديث التي لا تنتهي بسهولة, ولاتشعر حتى بمرور الوقت سريعاً , أما إذا ساد الصمت وباءت محاولات إستجلاب الأحاديث من العدم ..فلا تأمل كثيراً
وتظل تدور في دوائر ... " ما أخبارك الأن .؟  .. أخبار العمل ؟ ... ممممم
هل هناك جديد ؟ أخبار العائلة ؟  , نفس الأسئلة تتكرر و نفس الإجابات على الأسئلة ذاتها , كأننا  نمثل أدوار كُتبت لنا بدقة .. نمثلها بإحتراف لا مثيل له

يبدو أنك تُبطن ولا تظهر الكثير, صمتت كثيراً بعد أن تنهدت هل أدعوك على كوب قهوة أخر
؟

أبتسم 
وأندهشت كونه مازال قادراً على الإبتسام
كوب القهوة السابق كان مُقابل تغييري لإطار سيارتك في ساعة متأخرة منذ قليل .. هذا الكوب مُقابل ماذا ؟

رفعت حاجبيها .. وفتحت فاها الصغير على أخره , وهزت رأسها هزاً طفيفاً يميناً ويساراً  .. متعجبة من قوله هذا
 " هل تعتبر كل شئ في هذا العالم بمقابل؟" 
همت بتركه والتوجه لباب سياراتها .. فأستعشر هو مابدى منه , فلحق بها 
وسارع  " أدعوك أنا هذه المرة على كوب قهوة
تسمرت في مكانها ... وقد أطالت النظر إليه وهي تضغط على شفتيها
أبتسم .. وكأنه أدرك أن إبتسامته غدت نقطة ضعفها .. " أنا لا أحسن الكلام أحياناً

فأستسلمت له وعادت لتستند على سور الكورنيش , وهم هو بعبور الطريق فقطعت سيره بقولها
مقابل ماذا .. ؟  كوب القهوة ؟" " 
فضحك .. ضحكة مُرهَقه .. مقابل أنك تراجعتي عن الذهاب , وأستمر بعدها ليقطع الطريق
طوى الطريق سريعاً عائداً بكوبي قهوة ساخنيّن 
ملأت رئتيها بشذا القهوة .. "أتعلم  ذلك  الكوب الورقي الملون كأنه يقتطع جزءاً من القهوة .. ينتقص منها , شرب القهوة في الفناجين له مذاق أخر "
"أظن أن درويش ذكر ذلك
تحدث درويش كثيراً عنها أتتذكرين "

القهوة ‏هي القراءة العلنية لكتاب النفس المفتوح
تلقفت العبارة و أكملتها "
والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار, وأظن أن القهوة نجحت  في ذلك " قالت تلك العبارة ممزوجه بإبتسامة ماكرة
فهم المغزى .." أنا بئر عميق لا تحاولين  
لماذا تُشعرني في حديثك أنك لست من البشر ؟
ولماذا ليس العكس .. هم من تخلوا عن بشريتهم ؟  بشر من حيث الشكل فقط ؟
تتفلسف كثيراً أنت 
أنا أبسط مما تتخيلين , ربما كانت أحد أمنياتي أن أستيقظ في الصباح لأجد جورباً مناسباً , أن أمد يدي في جيبي لأجد مالاً يكفي لشراء كتاب أو كتابين بشرط أن أستطيع أن أكمل بقية الشهر بدون الإستدانة , أن يبتسم لي طفل في بداية يوم لأتفاءل به 
ألا أضطر لحلاقة ذقني مرة كل أسبوع , ألا أجبر على الإبتسام , ألا أبرر خطئي
أن تعود لي الفتاة التي أحببتها .. قال الأمنية الأخيرة وقصد أن يلاحظ رد فعلها 





بدى صوت نفسها مسموعاً

 أوشكت القهوة الثانية على الإنتهاء ولست مستعدة لكوب أخر حتى لا تقضي على ساعات نوم أخيرة أتمناها 
أتعلم شيئاً , نحن مُتشابهان إلى حد كبير و لكنه ذلك التشابه الذي يبقينا غرباء , أنا أشبهك لدرجه تخيفني أن أسبر أغوارك و أقتحم شوارعك الخلفية المظلمة لأجد نفس الصندوق"الأسود" .
هل  أدفنه داخلي حتى أجده في مكان آخر؟ نفس المخاوف والأفكار وكل شئ ..مجرد الإقتراب منك يلقيني في دوامات أحاول جاهدة في الإبتعاد عنها ,  نظرت له و بوادر رقرقة في العينيّن و نصف إبتسامة على وجهها  " مفاجأة أنا إنسان ! أحتاج أحياناً لإختلاق الأعذار والبكاء على صدر يسعني أنا فقط لاتشاركني فيه هموم العالم   , أتعلم عليّ الذهاب شكراً على تغيير الإطار و القهوة الثانية ولاتنسى أن تلقي الأكواب في أقرب سلة مُهملات


 .......................
مصدر الصورة

Friday, January 25, 2013

القناص


       تأليف : الكاتب الإيرلندي ليام أوفلاهيرتي
ترجمة : محمد السيد الدرواني 

تلاشى غسقُ حُزيران الطويل غارقاً في الليل ,ودبلن ترقد محاطة بالظلام باستثناء خيط من ضوء القمر المُنبثق من بين السُحب القطنية , مُلقياً بضوء شاحب على الشوارع و صفحة مياه نهر" ليفي" المُعتمة كأنها توشك على الفجر , بينما تدوي البنادق الثقيلة حول مبني "الفوركورتس " المُحاصر , كانت البنادق والمدافع الرشاشة تنتهك سكون الليل  بشكل متقطع هنا وهناك خلال المدينة  , كما لو كانت كلاباً تنبح في مزارع مُنعزلة
.
 فيما كان الجمهوريون والوطنيون الأحرار يضرمون نار الحرب الأهلية , كان هناك على سطح مبنى بالقرب من جسر "أوكونيل" يرقد قناص جمهوري مترصداً . بجواره بندقيته ويتدلى مًُنظار من فوق كتفيه . وجهه وجه طالب ,ضئيل و مُتقشف , ولكن لعينيه بريق عدائي لشخص متعصب
.
كانت عيناه عميقتين و يضجان بالأفكار , عيّنا الرجل الذي أعتاد على مراقبة الموت  .كان يلتهم شطيرة بنهم , لم يأكل شيئاً منذ الصباح ,حيث منعه اضطرابه عن الأكل ¸وبعد أن أتى على الشطيرة أخرج من جيبه قارورة ويسكي أرتشف منها رشفة ثم أعادها مرة أخرى . توقف لبرهة مُفكراً هل يخاطر بالتدخين , هذا جد خطير . فشعلة السيجارة يمكن أن تُرى في الظلام  والأعداء متربصون

 قرر أن يخاطر واضعاً السيجارة بين شفتيه , أشعل عود ثقاب وسحب نفساً على عجل وأخمد شعلة الثقاب و في لمح البصر انطلقت رصاصة في اتجاه حاجز السطح , فسحب نفساً أخيراً من سيجارته , متمتماً بلعنات وسباب ثم زحف بعيداً ناحية اليسار . وما أن رفع نفسه بحذر ليسترق النظر من خلال الدَرَبْزين ظهرت ومضة تبعتها رصاصة شقت طريقها فوق رأسه , فارتمى على الفور , لقد رأى بالفعل الومضة قادمة من الاتجاه الآخر للشارع

دفع نفسه متدحرجاً فوق سطح المبنى ليصل إلى المدخنة القابعة في مؤخرة المبنى , وعلى مهل سحب نَفْسَه خلفها حتى تكون عيناه في نفس مستوى الحاجز  , لكنه لا يرى سوى منظر عام معتم لأعلى المبنى المقابل مقابل زرقة السماء , إذن عدوه يتخفى تحت ستار الظلام

في تلك اللحظة عبرت سيارة مدرعة الجسر وتقدمت ببطأ مخترقة الشارع و توقفت في الناحية المقابلة على بعد خمسين ياردة , مكّنت القنَّاص  من سماع حشرجة الموتور المكتومة التي لم تغطي على دقات قلبه المتسارعة,إنها سيارة تابعة للعدو , أراد أن يضغط الزناد ويطلق النار ولكنه علم أنه لا جدوى من ذلك , فرصاصته لن تخترق جلد الوحش الفولاذي رمادي اللون ومن زاوية شارع جانبي أطلت امرأة عجوز ترتدي شالاً رثاً ومهترئاً , وبدأت تتحدث إلى رجل في المدرَّعة . وهي تشير إلى السطح حيث يرقد القنَّاص  .. إنها واشية 

إنفتحت المدرعة وأطل الرجل برأسه وكتفيّه ناظراً بإتجاه القنَّاص  , فرفع القنَّاص  بندقيته وصوب بإتجاه الرجل فأرداه لتسقط رأسه مرتطمة بجدار المُدرعة , أندفعت العجوز إلى الرصيف ,فأطلق القنَّاص  النار مرة أخرى. تفقِد العجوزُ توازنَها فتسقط في بالوعة وصرختها يتردد صداها , وبدون مقدمات دوّت رصاصة من السطح المقابل أسقط القنَّاص  بندقيته على إثرها وهو يطلق اللعنات . أحدث إرتطام البندقية بأرض السطح ضجة ظنّ القنَّاص  لهولها أنها أيقظت الأموات . توقف لكي يلتقط بندقيته ولكنه لم يستطع رفعها فقد وجد ساعده مُصاباً  , تمتم " لقد أُصبت" 

أرتمى ليلتصق بأرض السطح و زحف عائداً إلى حاجز السطح  , تحسس ساعده المصاب بيُسراه . كان ينزف مُخضَّباً كُمّ معطفه , وسريعاً سحب سكيناً من جيبه وفتحها على الحاجز, مستخدماً إياها في شق الكُم ليجد ثقباً صغيراً حيث أخترقته الرصاصه ولكن لم يجد ثقباً في جانب يده الآخر , إذن فالرصاصة إستقرت في عظامه , لا شك أنها هشّمتها , ربط  ذراعه المٌصاب أسفل الجُرح بسهولة , وضغط على أسنانه ليقاوم الألم 

اخرج ضمّادة ميدانية و ومزق غلافها بالسكين ,ثم كسّر عنق زجاجة اليود ليترك السائل اللاذع يسيل في الجرح , لتنتاب جسده نوبة من الألم المبّرح .وضع حشواً من القطن على الجرح وربط فوقه الضمادة رابطاً أطرافها بأسنانه , ثم أستلقى مقابل حاجز السطح مُغلقاً عينيه, محاولاً بكل عزمه أن يدْحَر الألم . أما في الأسفل ,في الشارع فكل شئ ساكن , فالعربة المدرعة كانت قد إنسحبت مسرعة برأس جنديها المتدلي من فتحتها , ومازالت ترقد جثة العجوز في البالوعة.
 
بقى القنَّاص  راقداً يعالج ذراعه المُصابه ويخطط للهروب , فالصباح يجب ألا يدركه وهو صريع جُرحه على سطح ذلك المبنى , ولكن عدّوه المتربص على السطح الآخر يحول دون هروبه , لذا عليه أن يقضي عليه أولاً واضعاً في حسبانه أنه لن يتمكن من إستخدام بندقيته . فقط كل ما يملكه الأن مجرد مسدس يمكن أن يحقق به مرامه  , لذا عليه أن يعدّ خطة

 وبعد أن نزع قبعته , وضعها على فوهة البندقية التي رفعها  ببطأ  نحو حاجز السطح لتظهر للعيان من الجانب الآخر, لم يمر الكثير حتى تردد صدى طلقة أخترقت منتصف القبعة , فأمال القنَّاص  البندقية للأمام  لتهوي القبعة , وقبض على البندقية من المنتصف ودلى يده اليسرى وأبقاها مُعلقة من فوق السطح ثابته لا تتحرك , بعدها بلحظات ترك البندقية تهوى هي الأخرى في الشارع وانخفض بجسده إلى أرض السطح ساحباً يده اليسرى  معه

زحف بسرعه على قدميه  مُطّلاً على زاوية السطح . لقد نجحت حيلته بالفعل , فالقنَّاص  أعتقد بعد أن رأى سقوط البندقية والقبعة أنه قتل هذا الرجل , لذا فهو يقف الأن أمام المدخنة ينظر في كل الأنحاء وظل رأسه جلياً مقابل السماء الغربية أبتسم القنَّاص  الجمهوري وصوب مسدسه من فوق حافة الحاجز, كانت المسافة حوالي خمسين ياردة , تصويب شاق في ضوء معتم , كانت يده اليُمنى تؤلمه كما لو كان يركبها ألف عفريت , ورغم ذلك حدّد هدفه . كانت يده تهتز متلهفة , ضغط على شفتيه و سحب نفساً عميقاً وأطلق النار , وكأن دوي الرصاصة أصابه بالطرش وأهتز ذراعه نتيجة  لإرتداد السلاح 

وحين أنقشع  الدخان , أمعن النظر وأطلق صيحة فرح , لقد أردى عدوه بالفعل , تمايل الرجل المصاب فوق الحاجز مُنازعاً الموت , كان يجاهد لكي يحفظ توازنه ولكن سقوطه كان بطيئاً كما لو كان حُلماً , أفلت البندقية من قبضته لتصطدم بالحاجز ثم أرتطمت بعمود محل الحلاقة في الأسفل محدِثة ضجّة جراء سقوطها على الرصيف 
 انهار الرجل المُحتضر ليسقط هو الآخر في إتجاه الشارع , تتقلب جثته في الهواء لترتطم بالأرض محدثة صوتاً مكتوماً ولا حراك بعده.نظر القنَّاص  إلى عدوه الساقط فسرت في جسده رعشه , ماتت شهوة المعركة داخله , فأشتد تأنيب الضمير ليعذبه أكثر وأكثر , سالت حبات العرق تعلن عن نفسها على جبهته , وألم به الضعف يعتصره جراء جُرحه و نهار الصيف الطويل بعد صيام عن الطعام ومراقبة من فوق سطح المبنى .شعر بالتقزز من ذلك المشهد , مشهد جسد عدوه المُهشّم , وبدأت أسنانه تصطك وهو يتمتم إلى نفسه , لاعناً الحرب وَنفْسَه وكل الناس 

نظر إلى مسدَّسه الذي يتصاعد منه الدخان ,أطلق السباب وألقاه على أرض السطح ,  فأنفجر المسدس مُخلفاً  هزة إنطلقت على إثرها رصاصة مرت بمحاذة رأس القنَّاص  . فأرتعب عائداً لإدراكه على أثر الصدمة . وبعد أن هدأت أعصابه أنقشعت سحابة خوفه و ضحك 
 أخرج قنينة الويسكي من جيبه وأفرغها مرة واحدة وشعر باللامبالاة تحت تأثير الكحول . و قرر أن يترك سطح المبنى ويرحل الأن لكي يبحث عن قائد المجموعة ليبلغ بما حدث . كان المكان من حوله يغرق في الصمت , ولا ضير من الذهاب والمشي خلال الشوارع , ألتقط مسدسه ووضعه في جيبه , ثم هبط من خلال كوة الضوء  في المنزل  إلى أسفل 

وحينما وصل القنَّاص  إلى زقاق متفرع من نفس الشارع , أنتابه فضول مفاجئ يدفعه ليتَّعرف على هُويّة القنَّاص  الذي أرداه قتيلاً  واعترف أنه ماهر في التصويب , أياً كانت هويته . وتساءل هل عرفه يوماً . ربما كان في مجموعته قبل إنشقاق الجيش . لذا قرر أن يخاطر بالعبور ليلقي نظره عليه . و صوب نظره ناحية ناصية شارع " أو كونويل " . ورغم أن على إمتداد الشارع كان هناك هدير الرصاص ولكن كانت الأمور مستتبة وهادئة في الأنحاء المجاورة .وفيما كان القنَّاص  يندفع كسهم يعبر الشارع ,  أنطلق وابل رصاصات الرشاش الآلي تمزق الأرض من حوله , ولكنه نفذ بجلده  . مُلقياً نفسه إلى أسفل بجوار الجثة , فتوقف هدير الرصاص .ثم ألتفت القنَّاص  إلى الجسد الميت بجواره لتقع عينيه على وجه أخيه
.