تتوالى الصوّر طيلة شهور طويلة منذ قيام الصورة .... بل تنهمر على رأسى وتظل راسخة بالذاكرة لفترة ليست بقليلة ... صور كنا نقرأها في الكتب بطولات كنا نظنها خيالاً .... بطولات أهل بورسعيد وأهل القناة وصائدي الدبابات والطائرات ... أو حتى نراهم في أفلام هوليود والتي صدرتها لنا أمريكا .. لنترك الفيلم بعد أن نجفف بضع دمعات ذرفناها تأثراً بمشهد إنقاذ البطل للبطلة .. أو غيرها من القصص الملهمة بالفعل والتي أحترفوا كيفية صنعها وتسويقها للعالم
تلك الصوّر المنهمرة التي أراها اليوم .. لشاب لم يتعدى العشرين عادي جداً لا يشبه أبطال هوليود .. لا ينبعث من عينيه مثل ذلك الشعاع .. ... أو أخر ترك أسرته الصغيرة و دكانه أو حرفته الصغيره ...ليلحق بإحدى المظاهرات ويضحي بيومية ضئيلة ... أو شابه جامعية يمكنك أن تلامس كتفها في أتوبيس النقل العام .. فتعتذر لها فتبادلك إبتسامة رذينة تقول لا عليك .. أو تلك المنتقبة التي تراها بزيها الفضفاض تستقبل نظرات إستهجان أو رفض أو نبذ في بعض الأحيان ... وأحيان أخرى ينظرون لها نظرات خوف أو خشية أو إرتياب ......
ما رأيتهم في الصور و في مقاطع فيديو تحبس الأنفاس أو في الميدان وقت الحرب ... ما هم إلا أنا و أنت وأنتي .... لهم نفس ملامحنا ... بشرتنا السمراء أحياناً .. بشرتنا التي أحترقت بشمس يوليو ....
لهم نفس رائحتنا .. رائحة الطمي ... يتنفسون نفس الهواء المشبع بعادم الباصات المتهالكة المكتظة .. سيارات الأمن المركزي ... وربما يعانون من " الأنيميا " ... وأمراض أخرى متوطنة منذ ثلاثون عاماً أو يزيد
ولكن لحظة ...
هناك شئ مختلف ... مع كل صورة ملحمية جديدة ... أشعر بضألتي أمام تلك القامات ... أشعر بضألتي أمام تلك البطولات الشاهقة
وكأن أشعة ما تنبعث من داخلهم فتضفي عليهم مسحة براقة ... هالة تشبه هالات القديسين ... إذا لم أكن رأيتهم بعينيّ لما كنت صدقت أبداً أن هذا حقيقي ... أنا ... أنا لست مثلهم ... بل هم أختلفوا ..أنطلقوا في سماء الأختلاف .. فتألقوا كنجوم بعيدة نراها ولا نلمسها
هم تحرروا .. هشموا كل الأطر و التابوهات والأعراف والتقاليد والمفروض والممنوع والخوف .. هشموا كل ما هو ظالم و متجبر ... كل ما هو أبله وأرتضاه المجتمع من المُسلمات ... هم تحرروا وأستمدوا من الحق قوته وجبروته أستمدوا وهجه الذي يغشي الأبصار ... هم تحرروا وأطلقوا المارد .. الذي يرتعد منه كل ظالم بالرغم من عتاده ورصاصة و قنابله التي لم تعد تؤثر .... هم تحرروا ... ونحن لم نتحرر بعد !ّ
تلك الصوّر المنهمرة التي أراها اليوم .. لشاب لم يتعدى العشرين عادي جداً لا يشبه أبطال هوليود .. لا ينبعث من عينيه مثل ذلك الشعاع .. ... أو أخر ترك أسرته الصغيرة و دكانه أو حرفته الصغيره ...ليلحق بإحدى المظاهرات ويضحي بيومية ضئيلة ... أو شابه جامعية يمكنك أن تلامس كتفها في أتوبيس النقل العام .. فتعتذر لها فتبادلك إبتسامة رذينة تقول لا عليك .. أو تلك المنتقبة التي تراها بزيها الفضفاض تستقبل نظرات إستهجان أو رفض أو نبذ في بعض الأحيان ... وأحيان أخرى ينظرون لها نظرات خوف أو خشية أو إرتياب ......
ما رأيتهم في الصور و في مقاطع فيديو تحبس الأنفاس أو في الميدان وقت الحرب ... ما هم إلا أنا و أنت وأنتي .... لهم نفس ملامحنا ... بشرتنا السمراء أحياناً .. بشرتنا التي أحترقت بشمس يوليو ....
لهم نفس رائحتنا .. رائحة الطمي ... يتنفسون نفس الهواء المشبع بعادم الباصات المتهالكة المكتظة .. سيارات الأمن المركزي ... وربما يعانون من " الأنيميا " ... وأمراض أخرى متوطنة منذ ثلاثون عاماً أو يزيد
ولكن لحظة ...
هناك شئ مختلف ... مع كل صورة ملحمية جديدة ... أشعر بضألتي أمام تلك القامات ... أشعر بضألتي أمام تلك البطولات الشاهقة
وكأن أشعة ما تنبعث من داخلهم فتضفي عليهم مسحة براقة ... هالة تشبه هالات القديسين ... إذا لم أكن رأيتهم بعينيّ لما كنت صدقت أبداً أن هذا حقيقي ... أنا ... أنا لست مثلهم ... بل هم أختلفوا ..أنطلقوا في سماء الأختلاف .. فتألقوا كنجوم بعيدة نراها ولا نلمسها
هم تحرروا .. هشموا كل الأطر و التابوهات والأعراف والتقاليد والمفروض والممنوع والخوف .. هشموا كل ما هو ظالم و متجبر ... كل ما هو أبله وأرتضاه المجتمع من المُسلمات ... هم تحرروا وأستمدوا من الحق قوته وجبروته أستمدوا وهجه الذي يغشي الأبصار ... هم تحرروا وأطلقوا المارد .. الذي يرتعد منه كل ظالم بالرغم من عتاده ورصاصة و قنابله التي لم تعد تؤثر .... هم تحرروا ... ونحن لم نتحرر بعد !ّ
1 comment:
لاتحزن ان الله معنا
Post a Comment