في الكثير من الأحيان عندما أكون في أحد الموصلات العامة أياً كانت مترو او اتوبيس...يطاردني هذا المشهد..رجل مسن أو إمرآة تصعد ...تقف ,هناك آخرون جالسون أياً كانوا,بالتأكيد منهم رجال ونساء بفئات عمرية مختلفة ,..الأن أنت تتوقع مني أن أخبرك أن هناك أحدهم قد وقف ليُجلس الرجل المسن أو المرآة , يمكن لهذا أن يحدث ويمكن أن يحدث العكس
مشهد 2
امرآة في العشرينات,يفوح منها عطراً يستفز خلايك العصبية المسئولة عن الشم وربما المسئولة عن الحواس كلها, وتشعر أنك في أحد عروض الرقص النقري جراء الكعب الذي يدق بعصبية وبلا هوادة على الأرض ,مساحيق قد غيرت لون الوجه الطبيعي ,لا داعي للتحدث عن الملابس,ولكن حتى الأن المشهد يمكن أن يكون طبيعي جداً ويتكرر ويراه الجميع يومياً...لكن..الصراحة عندما أجد هذا المشهد يتكرر أمامي, ألتفت بسرعة للبحث عن الذئاب , نعم الذئاب المتربصون , هؤلاء الذي تشعر أنهم سيلتهمون بأعينهم الأجساد وتشعر بالخجل الشديد عندما ترى في عيونهم أجزاء الجسد المغتصب بلا هوادة , وكأنهم يغرسون سهامهم في كل تفصيلة صغيرة أمامهم.....من هؤلاء ومن أي كوكب ؟
مشهد 3
امرآة (نفس المرآة السابقة) تتعرض لتحرش ما ...في وسط ميدان يعج بالذكور
مشهد4
وهو ليس له صلة بالمشهدين السابقين ....أحدهم يعتدي على أحدهم في الشارع بالضرب المبرح ,يمكن أن يكن شرطياً ومواطنا أو مواطناً ومواطناً...إذا كان شرطياً لايتدخل أحد...إذا كان مواطنين يمكن أن يفكر أحدهم في التدخل
مشهد 5
احدهم يعرض بضاعته في الشارع عليك ..وماهي بضاعته ؟ مخدرات ..ويجذبك من يدك ."تعالى بس اتفرج ..والله هاتتكيف"؟
كأنه يدعوك لشراء حذاء مثلاً
مشهد 6
جماعة من الشباب في الشارع أمام مرأى ومسمع الجميع من رجال ونساء وأطفال يتناولون مخدرات "بيلفوا سجاير"بيضربوا زفت "أياً كان "القرف" اللي بيعملوه....وعادي جداً تجد رائحة "الزفت" تخترق نفس الخلايا العصبية المسئولة عن الشم أيضاً
مشهد7
أحدهم يسرقأحدهم في الشارع
مشهد 8
احدهم يقتل أحدهم في الشارع أيضاً
وتتوالى المشاهد الكثيرة وتتكرر ...ويزيد العنف ويتوغل وينتشر ويتوغل وينتشر
إذن نحن امام مجتمع يعاني من أزمة إخلاقية عميقة, هي تتعمق في الحقيقة منذ عشرات السنين ولم تظهر لنا في أحد صناديق الهدايا التي يهديها لنا بابا نويل في رأس السنة,لا أقصد مشكلة التحرش فقط ,أنا اتحدث هنا بشكل عام, عن إنحدار أخلاقي عام
في المجتمع نتيجة لإنعدام الدين , الجهل ,الفقر......مثلث الخطر والرعب الذي يضاهي مثلث برمودا الذي لم نعد نسمع عنه؟
من هو المجتمع؟
هل المجتمع هذا قد جاء هو الآخر في نفس صندوق الهدايا الذي أحضره بابا نويل؟ بالتأكيد لا ....المجتمع هو أنا وأنت وأنتي وهؤلاء وكل ضمائر المتكلم والمخاطب وضمائر اللغة العربية جمعاء..أيضا هذا المجتمع كالإنسان تؤثر فيه التجارب والأحداث والمتغيرات على مر السنوات التي مضت لتخرج لنا النتيجة التي نراها الأن ,إذن جنينا نحن على أنفسنا ما نحن فيه الأن
جميعنا يعلم الحل جيداً......أن نتعرى أمام المرايا لنرى الحقيقة...ونواجهها ومن ثم نسير ضد التيار
ضد التيار , ما الحكمة في أن الأنبياء والرسل دائماً ما يهاجمون ويلاقون الصعاب ,.لماذا لا تكن الأمم أداة سهلة في يدهم ..وينساقوا إلى تعاليم الرسل والأنبياء؟
مالحكمة في ذلك؟نحن لارسل ولا أنبياء وأنتهى زمنهم بلا رجعة , لذا لا ننتظرهم إلا في أخر الزمان ,الحكمة في مهاجمة الأنبياء هي نفس الحكمة في وجودنا في هذا الزمن وهذا الوطن
التغير
هذا هو سر الكون.أن كل شيئ متغير , الإنسان وكل كائن على هذا الكوكب يأبى الركود والثبات ,ومع ذلك أصعب أشكال التغيير هي تغيير الأفكار والمسلمات " هناك قاعدة هامة المسلمات والبديهيات بالنسبة لك ليست شرطاً أن تكون كذلك بالنسبة للأخرين "؟
وجود الله أبسط البديهيات والمسلمات بالنسبة لي ...يمكن ألا تكون كذلك بالنسبة لآخر
لذا الأنبياء والرسل قاسوا كثيراً ومثلهم ممن حملوا على كاهلهم أفكاراً جديدة (تبدو جديدة لكونها دفنت ونساها الكثير) قدموها للمجتمع , لذا نحن الأن نعيش أشد حروب الأفكار منذ بدء الخليقة , ربما تشتد بتقدم الزمن ,لأن المشكلة الكبرى أن الأفكار لاتموت بموت الأنسان الذي أوجدها ,ولكن تبقى
17 comments:
يااااه
المشهد مش سودوي قوي للدرجة دي
في نماذج و مشاهد مشرفة في المجتمع برضة
تحياتي
المجتمع المصرى الآن يعيش أزمة حرجة فصولها عديدة اهمها الأخلاق والنزعة الدينية الملزمة للحياء الخ الخ
كما قال الدكتور المعتز بالله عبدالفتاح ... نتقدم ظاهريا ونتأخر هيكليا
تحياتى
موضوع مهم فعلاً و للأسف الشارع بعد ما كان المشي فيه فسحه جميله و بيدخل البهجه على القلب بقى بيوجع القلب و بيخوف جداً
ربنا يخلص بلدنا من كل الشرور
تحياتي لك
للاسف كل اللى حضرتك اتكلمت فيه بيأكد مما لا يدع مجالا للشك اننا نعيش ازمه كبيره قوى مع الاخلاق و القيم الانسانيه و انعدام الوازع الدينى
لان كل الاديان ارست قيم و شرائع تحرم اكتر من ثلاثه ارباع ما يحدث حاليا من تجاوزات
ربنا يسترها معانا و نقدر نربى ولادنا و الجيل الصغير الموجود حاليا
و نخرجه للمجتمع شاب صالح و فتيات صالحات
تحياتى
نطرتك للموضوع من هذه الوجهه تروق لي ... اوافقك بشدة
تحياتي
حقا الافكار لا تموت فهى خالدة
هناك أحد المعلقين لدي قال معلقا علي اخر موضوع لي ... الدنيا ليست بهذا التعقيد ......
نعم ليست بهذا التعقيد بل اكثر من ذلك بمراحل
وماأت أسوأ ... نعم انا بهذا التشاؤم
أتفق معك
تحياتي
أول زيارة ومش الأخيرة إن شاءالله
والله وجعت لى قلبى
فعلا مشاهد من الحياه
تتكرر وتتوالى كل يوم
فعلا الشوارع بقت مقرفه
والإنحدار الأخلاقي للأسف بلغ مبلغه
والأساس في الموضوع غياب الدين
ربنا يهدي
بوست مميز
تسلم إيدك
انا بقى شايف ان الافكار تموت
وما يبقى المبادىء
حتى ان الاخلاق ربما تتغير وتتبدل بتغير الزمن
وايضا الاراء تتغير بتغير الوقت
اما المبادىء فثابته لا يجب ان تغير ابدا
فجميعنا لو تعرضنا لموقف دخول خص مسن او امرأه مثلا ربنا البعض ر يقف ويجلسه
لكنى اؤكد ان ضميره لان يكون مرتاح
وسيدور فى عقله افكار من نوعيه عيب حرام ميصحش لازم اقف واقعده
عزيزى
موضوعك مهم للغايه لكنها تباريح الوقت
تحياتى
Ahmes Samir
هو فعلاً المشهد مش سوداوي قوي ىولا اللوحة كلها سودة
.........
Foxology
بالفعل وياريت التقدم ده كمان مفيد وبيغيرنا للأحسن ...شكراً على تعليقك
......
شيرين سامي
أمين يارب يخلصنا من كل البلاوي اللي عندنا ولكن لايغير الله قوما ...يجب أن يغيروا هم
......
صيدلانية طالعة نازلة
هي فعلا التحدي الحقيقي بالنسبة لينا الأطفال اللي لسه طالعين على وش الدنيا وتخيلي كمان ان هما بيشوفوا كل ده ...لذا التربية في ذلك الوقت عامله زي حرب...احنا بنبني وناس في الشارع بتهد
.......
أدم المصري
شكراً ياسيدي على تعليقك
.....
موناليزا
الأفكار لاتموت وهي خالدة ...للأسف يمكن ان يكون هذا في مصلحتنا واحيانا ضدنا
توهة
والله ياتوهة انا ساعات بيجيلي تشاؤم وساعات بيجيلي تفاؤل ...معظم الوقت وبسبب الحالة العامة بكون متشائم ...بس اهو الواحد بيجاهد ضده اهم حاجه
مانستسلملوش
.......
Mona
انشاء الله ...لا بعد الشر عليكي
هي الصورة سيئة بس لازم نحاول نغير منها
...
Green eyes
للأسف اه بتتكرر وبتزيد...تعليقك شرفني وياريت مايكونش الاخير
.....
واحد من الناس
الله يخليك انا اللي متشكر على اهتمامك
مش الدين لوحدة ...الدين هو الاساس ولكن الفقر والجهل يلعبان دورا كبيرا
....
Momken
وماهي المبادئ وماهي الأفكار
اعتقد ان المبادئ بنت الأفكار ...المبدء هي فكرة في الأساس أياً كانت هي ثابته او متغيرةو أعتقد ساعات في ناس زي ما انت بتقول وفي ناس بتبرر لنفسها وضميرها مات من زمان
شرفني تعليقك جداً
السلام عليكم
المواقف دى حقيقيه جدا ومن كتر تكرارها بقت شئ عادى الناس تشوف وما تتحركش ان فى حاجه غلط
لانه الكل غلط
الصح بقى شئ كبير وصعب جدا وممكن نقول بتتعاقب عليه كمان
انا عارفه كتير يقولك الناس بقت بلا اخلاق وهما السبب اما عنى فبقول دا صحيح بس الحكومه هى السبب الاول فى كل دا
الرقابه وحفظ الامن مسئوليه الدوله وافرادها اللى بندفعلهم من فلوس ضرايبنا مراتباتهم حفظ امننا
ولما تطمن ان محمى هتعمل الصح وقلبك جامد
التليفزيون والافلام والاعلام مين الى بيدى الاذن لنشر السلوكيات والالفاظ الخارجه دى وكأنها شئ طبيعى
الشر موجود مع الانسان ملازم ليه الفكره ظهوره وتطوره عايز مساعده وعوامل تخليه يتغلل فى داخل النفس
الضعيفه طبيعى
الناس لما تتوفر ليها العيشه الكويسه والعمل الكويس تفتكر هتبقى دى سلوكياتها؟
انا ما اعتقدش لان المعدن الطيب موجود لكنه مطموس بضغوط الحياه
انا مش بعذر الناس اللى انا نفسى بضر بسلوكياتهم ولكن هما السبب التانى
بعد نظام الدوله نفسه
كل التحيه
للأسف والله المواقف معبرة جدا عن الشارع الآن بنسبة كبيرة
فيه نماذج مشرقة أيوه لكن نسبتها مش طبيعبة بالمقارنه مع غيرها
أول زيارة لمدونتك اخي انسان
وان شاء الله لن تكن الاخيره
بسنت
أنا متفق معاكي جداً...الحكومة هي المسئولة للأسف مش بنعلق على شماعة الحكومة ولكن هي دي الحقيقة, كفاية الأعلام اللي بيرسخ الإنفلات الاخلاقي و قلة الأدب...كفاية بس نظرة واحدة على التلفزيون..الحكومة بتمرر الكلام ده كله بدون ادنى اهتمام,قليل جدا لما تلاقي ناس في مصر ممكن يكونو بيربوا ولادهم على مبادئ وحتى لو عملو كده, هايطلعو الشارع هايلاقو كوارث
ما علينا...تشرفت كثيراً بمرورك واتمنى ان يتكرر
.........
تخاريف مترجمة
فعلا عشان ماتكونش الصورة سودة كلها فيه مواقف بتحصل ممكن تكون فيه امل وتحسي فيه بمعدن الانسان المصري الحقيقي اللي لسه باقي منه شوية برغم البلاوي اللي بتحصله
أتمنى التواصل دوماًويهمنى رأيك ومنتظرة دائما
Post a Comment