Thursday, June 02, 2011

خـــــفوت مــؤقــت

 
يترك مصحفاً وعباءة ومسبحة خشبية , ويذهب الى صلاة العشاء ,ليصلى الفجر ويعود شهيداً... يمتلك صوتاً أعلى من صوت الرصاص, تتسع ارادته لتنطلق وتشمل قطاعاً بل لتشمل وطناً , برغم كرسيه الذي اعتاد عليه منذ سنين ولكنهم كلفوا انفسهم الكثير ليتخلصوا منه 

ما بال طفلاً لا يهتم الا بألعابه ومدرسته , ما وجه الضرر الذي يمثله طفلٌ مازال يخطو خطوات قليلة في حياة قاتمة , حياة من خلف المعابر و السياج , حياة تُشكل على هدير الرصاص و أزيز الطائرات الأمريكية الصنع , حينها قبض على أصابع يد أبيه , وكأنه لا يريد أن يتركها أبداً, وجد الأب نفسه أعزلاً عارياً وحده أمام رصاص كأنها حدايات لا تفرق ...شكل نفسه درعاً واقياً لجسد طفله الهزيل. 


  كأن هاجساً يطارده بقرب النهاية ,أراد أن يُطل على قريته البعيدة, كانت الأمور قد ازدادت سوءاً في الأيام الماضية ... فقد أعتقل الكثير وزُج بهم في السجون وتُرك هو وحيداً , وحيداً ليواجه قدره , نعم كان قوياً وصلباً ولكن الضربة هذه المرة كانت قاصمة, يتمنى الأن فقط أن يرتمي بين أحضان مُعلمه و أبيه , مرشده ومن أتكأ عليه , تمنى فقط أن ينحني ليمرر كف ابيه على وجهه , ليشتم رائحته التي تعيده الى أزقة قريته الضيقة و ركضه فيها , صحبته , مسجدها الصغير الذي شهد صلاته الأولى واستمعت جدرانه لترديده آيات من الكتاب

تتباطئ دقات القلب .... وتبدأ شعلة الحياة في الخفوت رويداً رويداً .. رغم أنهم يظلون

6 comments:

أنا - الريس said...

عشان كدا المفروض نصعد الحملة لاستشهاد أطفال ونساء ورجال دافعون عن الحق إلي أن وصل الحق بأرواحهم إلي الموت وإن كانت حياتهم أكثر من حياة من عدمه

emad.algendy said...

المادة تفنى وتخلد المعاني
ثلاثتهم حققوا معنى جعلهم يظلون وان رحلت اجسادهم
حقق الله بنا معانيه
فبعضهم يفنى وهو حي
وبعضهم تبدا شعلة الحياة في الخفوت رويدا رويدا رغم انهم يظلون
ربي حققني وحقق ايماني
وحقق امتك
امين

البِـئرُ والظمّأْ said...

ربنا يرحهمهم يارب و يسكنهم فسيح جناته
الناس دي .. يابختها بجد

تحياتي

Unknown said...

ماتوا...؟!...أبداً لم يموتوا.
أكثر من رائع أشكرك على الادراج و الأسلوب الرشيق
تحياتي الخالصه

دعاء العطار said...

فيه ناس كتيره عايشه ... لكن ميته

وناس تانيه ماتت ... لكن عايشه

ودول استحاله يموتوا

رائع ماخطته يداك

:) :)

r said...

دول فعلا قناديل النور لعتمه الظلم
الشهداء اطفال كانوا كبار كانوا أو شيوخ
تبقى نفس الروح
الشهيد ودائما سبحان ربى يكون انسان شهيد ايضا فى حياته مدافع لاخر نفس عن العدل والحق والحريه
إحنا مديونين لجميع الشهداء